قنصليات نهج زرقون

 


من قنصليات نهج زرقون الأوروبية لم يتبق الكثير إن لم نقل أن كل المعالم قد اندثرت ولفها غبار النسيان لكن واجهات المباني المتداعية في هذا المكان مازالت تذكرنا رغما عنا بذلك الحراك الديبلوماسي القديم الذي كان سمة الحي الأوروبي المحاذي لباب البحر ولمنافذ تونس البحرية والتجارية.

في دراساتهم عن " فنادق تونس" يقدم الباحثون جردا للفنادق التي كانت قائمة في المدينة العتيقة بأشكالها المختلفة أي فنادق السكن والمبادلات التجارية ، والفنادق القنصلية الأوروبية - المسيحية وفنادق الحرفيين والتجار التونسيين وفي هذا الجرد التفصيلي يبرز نهج القمرق القديم الذي فيه فندق الفرانسيس وهو المقر القنصلي وبجانبه فندق التجار الفرنسيين كما كان به فندق الولايات المتحدة الأمريكية وفندق ألمانيا فيما رأس النهج من جهة باب البحر هو قنصلية أنقلترا وقد أصبح مقرا للسفارة البريطانية وظل كذلك حتى سنوات قليلة قبل أن يتحول إلى نزلRoyal Victoria.

لكن هذا النهج الضيق الذي ضج وامتلأ بحركة القناصل والتجار لم يكن الوحيد في المنطقة فنهج زرقون الملاصق له كان يضم فنادق إيطاليا (جنوة والبندقية سابقا) وروسيا واليونان وأغلب هذه المعالم التاريخية قد اختفت أما ما بقي كما هو حال فندق الفرانسيس والبناية التابعة له في نهج القمرق القديم فهو في تدهور مستمر. 

  

Please Select Embedded Mode To Show The Comment System.*

أحدث أقدم

نموذج الاتصال