رأس الفرطاس ...درب الزعتر البري

 




صعودا عبر طريق يحاذي إحدى البيوت المهجورة في شاطئ المنقع يكون الانطلاق نحو شاطئ راس الفرطاس مشيا على الأقدام حتى تقاطع هذا الطريق مع مسلك آخر على اليمين هو الذي يقود الى الوجهة المطلوبة وخلال هذه الرحلة التي تبلغ قرابة الكيلومتر تنتعش الروح برائحة الزعتر البرّي الذي يغطي كامل الجبل.

بعد دقائق من المشي يمكن الوصول الى الوادي المؤدي الى شاطئ راس الفرطاس وهو يتخذ شكل منحدر حاد جدا ومن ثمة فلا بد من حذاء رياضي ومن التحلي بكثير من الحذر في عملية النزول الخطيرة التي جعلتنا نتبين أننا نعبر في قلب صدع جيولوجي حقيقي لكن الزرقة التي صادفتنا على مدّ البصر جعلتنا ننسى وعورة المسلك وخطورته في الآن نفسه .

صيفا يستقبل هذا الشاطئ الرملي الذهبي الذي لا يتجاوز طوله 50 مترا أعدادا من المصطافين الذين يعرفون المنطقة و بعض الرحلات المنظمة أو أشخاص مغرمين بالدراجات الهوائية كما تأتي مراكب ويخوت سياحية لترسي على مقربة منه لكن راس الفرطاس هو أشبه بجنة طبيعية مجهولة لأغلب التونسيين وهذه الجنة مازالت حتى الآن محافظة على عذارة الطبيعة المحيطة بها رغم أن عددا من أبناء المنطقة قد بنى فيها مدارج وأكواخا لتقديم بعض الخدمات للزائرين.في راس الفرطاس هناك أيضا بحارة يتحدّون قساوة الحياة وتراجع المخزون السمكي نتيجة الاستغلال المفرط للثروة البحرية وتزايد التلوث وتأثيرات التغير المناخي لكن خيرات البحر لم تنقطع وأحيانا تجمع شباك الصيادين أسماك المناني أو المرجان والقاروص والدوراد والبوري والصبارص والشلبة وغيرها من الاسماك التي تعيش في السواحل التونسية.


Please Select Embedded Mode To Show The Comment System.*

أحدث أقدم

نموذج الاتصال