من بنزرت الى
كاب حمام رحلة مشهديّة ممتعة في خضرة الهضاب والمسالك المتمايلة المحاطة بحقول
الزيتون والقمح وسواء كان الطريق عبر "بشاطر" أو "راس أنجلة"
فلا شك أن الزائر سيعبر الغطاء النباتي الكثيف لغابة بشاطر وسيلاقي عيونا مائية
ووديانا وتجمّعات سكنية صغيرة معلّقة في هذه المرتفعات الهادئة.
تستغرق الرحلة قرابة الأربعين دقيقة وعلى مسافة 20 كيلومترا تقريبا
لكن القادمين الى كاب حمام ستكون نقطة التقائهم تقاطع المعبّد المؤدي الى دوّار
المنارة مع المسلك الترابي والحجري الموصل الى برمة القطران ثم كاب حمام .
يمتد المسلك
الحجري على مسافة كيلومترين وتحيط به من الجانبين أشجار الأكاسيا والصنوبر والنخيل
القزم ونباتات القضوم والعرعر والشيح وغيرها وهو في أغلب أجزائه تطغى عليه
النّتوءات الحجرية ما يجعل من شبه المستحيل على السيارات الصغيرة المرور به
وبالتالي فالطريق لا يمكن عبوره الا بواسطة الشاحنات والسيارات رباعيّة الدفع أو
مشيا وربما كان المشي أفضل للتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة التي تتوزع بين زرقة
البحر يمينا والجبل الشّاهق شمالا والذي في قمته برج المراقبة القديم.
من المعبّد الى
برمة القطران وهي الحوض الصخري الأول قبل كاب حمام حوالي النصف كيلومتر ومتى كانت
الاطلالة من المرتفع على هذا المكان فان الزائر سيأخذ فكرة من دون شك عن كرنفال
الألوان والنغمات الذي سيصادفه في كل مرة يتوقف فيها أو ينزل الى الشاطئ.
في كاب حمام لا صوت يعلو على صوت الموجات الهادرة لكن القادم الى هذا الشاطئ الموزّع بين جزأين (رملي وصخري) سيكون قد امتلأ بجمال الطريق الحجري الممتدّ على كيلومترين وما يحيط به قبل أن يصل الى المنطقة ويتنزّه على الشاطئ ذي الرمال الذهبية والمياه الصافية والذي يمكن النزول إليه عبر مدرج حجري ثم التوجه بعدها الى الجانب الآخر الذي لا يقل جمالا بتكويناته الصخرية الملوّنة بالأحمر والأسود وغير هذه الألوان البديعة والمبهجة.
عبر مدرج خشبي
أصبح في قسم منه متداعيا يتم النزول الى الشاطئ الصخري الذي يخبّئ واحدة من أجمل
المكونات الطبيعية لشواطئ بلادنا ونعني مغارة كاف حمام وهي من دون شك أصل تسمية
هذه النقطة البحرية النائية.