25
كيلومترا من الأزرق اللاّزوردي اللامتناهي هي سواحل تاكلسة الأمازيغية العريقة
المسوّرة بالجبال والهضاب والسّهول ، المتزيّنة بالغابات والحافلة بالخيرات.
الوصول إلى هذه
الجنات الطبيعية يكون عبر سليمان وقرية بئر مروّة 26 أو عبر قرية المرناقية ، ولعل
الأخيرة هي حلقة الوصل بين أغلب النقاط الساحلية الرائعة في هذه المنطقة البحرية
الشاسعة.
لا تبعد بئر
مروّة عن المرناقية سوى خمسة كيلومترات وعلى امتداد هذه المسافة تتوالى حقول القمح
والعنب وغابات الزياتين التي تستبق المسلك الترابي القريب من مدرسة البكاكشة والذي
يؤدي إلى شاطئي المنقع ورأس الفرطاس ، وهذا المسلك الذي تمت تهيئته جزئيا لتتمكن
السيارات الصغيرة من المرور هو بطول أربعة كيلومترات تقريبا وجزء منه يخترق الجبل
، فيخضرّ الطريق وتحضر أشجار الكلاتوس والصنوبر ، وتعبق روائح الأكليل والقضّوم
وتتألق أزهار الخلنج الورديّة وثمار العرعار الحمراء.
يفضي المسلك
الجبلي الى شاطئ بطول 300 متر تقريبا لعله أحد أجمل 10 شواطئ في تونس لنقاوة رماله
وصفاء مياهه في مختلف الفصول ، لكن أبعد من هذا الحيّز الرملي تتغير التضاريس
لتصبح صخرية ووعرة نسبيا دون أن تسلب المكان جماله الأخّاذ الذي يجتذب عشرات
الآلاف من المصطافين والمستكشفين على امتداد السنة.
يبقى المنقع
مكانا غير معروف لكثير من الناس وهو بذلك شاطئ عائلي بامتياز كما أنه مناسب
للباحثين عن مناطق طبيعية ساحرة من تونس و
للراغبين في التخييم وممارسة عدة هوايات كالغطس والصيد والفسحة الجبلية.
على بعد
كيلومترات قليلة من المنقع تتميز تاكلسة بشاطئ مرسى الأمراء ولبلوغ هذا المكان لا
بد من المرور وسط قرية المرناقية
والمواصلة في الطريق المعبد لمسافة 4
كيلومترات تقريبا بين السهول والهضاب وحقول الكروم والزيتون والأشجار المثمرة وهذا
الديكور البديع تحضر فيه أيضا بقايا مبان
قديمة فيما يتمركز أسفل الطريق سد وادي الزرزور الجبلي الذي تحاذيه الأراضي
الدولية ومركز خزن البذور.
على مشارف شاطئ
مرسى الأمراء تتكشف من أعلى الهضبة لوحة مبهجة ، تملؤها الزرقة وتحف بها تقاسيم الأمواج البيضاء وفي أقصى هذه
اللوحة حجران بنّيان هما جزيرتا زمبرة وزمبرتا المصنّفتين محميّتين طبيعيتين.
قد يذهب في
اعتقاد الكثيرين أن مرسى الأمراء هو فقط ذلك الشاطئ الرملي الذي يتحول صيفا إلى
مزار لعشرات الآلاف من التونسيين القادمين من كافة أنحاء البلاد فيما هو أوسع من
ذلك إذ ترتبط به مجموعة أخرى من الشواطئ والأحواض البحرية الصغيرة التي تبقى شبه
عذراء على طول السنة.
في المسالك
الغابية الموصلة الى هذا الشواطئ الجانبية تخالج الزائر متعة حسية جارفة تنبع من
تلك الاطلالة على العمق البحري ومن روائح الاكليل والزعتر والريحان الجبلي لكن في
كل الأحوال وسواء توقف الزائر على الرمال الذهبية لمرسى الامراء أو توغل في
المرتفعات قاصدا بحورا أخرى فإن المتعة مؤكدة والراحة حاصلة والمصطاف سيجد في
"مرسى الأمراء" على الأقل الحد الأدنى من الخدمات كالأكل والقهوة
والمظلات أو غرفا من السعف يستظل فيها ويتأمل عبرها مشهد الغروب فوق الجسر
الكولونيالي العتيق.
شمالا نحو
الهوارية ، جبال وهضاب وسهول ووديان وغابة كثيفة تحضن شواطئ واد العبيد / الرتيبة
الممتدة لـ 11 كيلومترا ما يجعل من هذه المنطقة واحدة من أكثر النقاط الساحلية
بهاء. صحيح أن الكثيرين أصبحوا يقصدونها ، لكنها حافظت رغم ذلك على رمالها
الذهبيّة وبحرها ذو المياه الكريستالية وهدوئها الذي لا يعكّر صفوه الا ما يحدثه
الزّائرون من صخب وتلوث.
من العاصمة الى
سواحل واد العبيد والرتيبة التي تشكل بحرا واحدا لا بد من المرور عبر الطريق
الجهوية 26 حتى المسلك الرملي الذي يناهز طوله الكيلومترين والنصف والذي يشق
الغابة وتظلله من الجانبين أشجار الصنوبر والأكاسيا والسّرو والكلاتوس والنخيل
القزم والزيتون البري والنباتات العطرية.
يتميز الشاطئ
بحيّز رملي شاسع جدا ما يجعله قبلة لهواة رياضة الألواح الشراعية وسباق القوارب
الصغيرة وممارسي الرياضات الميكانيكية والمغرمين بصيد الاسماك.